الآثار والسياحة
يعود التاريخ المبكر لحياة الإنسان في السودان إلى حوالي 25 ألف سنة، كما يتضح من اكتشاف ما يعرف بآثار رجل سنجة.
هناك أربعة مواقع رئيسية وبعض المواقع الصغيرة الأخرى التي يعود تاريخها إلى الفترة من 750 قبل الميلاد إلى 500 بعد الميلاد. وتشهد المعابد والأهرامات، التي تم ترميمها والحفاظ عليها في حالة جيدة، على تلك الحضارات العظيمة التي ازدهرت ذات يوم في السودان وأثرت على أجزاء كبيرة من أفريقيا.
تستغرق زيارة آثار مملكة مروي عادة يومين وليلة واحدة حتى يتعرف الزائر بشكل كامل على العديد من المواقع والآثار. وإلى الشمال من مروي توجد البركل، عاصمة المملكة النبتية، التي تقع على بعد حوالي 400 كيلومتر شمال الخرطوم. سيعبر الزوار صحراء بيوضة، وهي الجزء الجنوبي من الصحراء الغربية. وتتميز بجو صحراوي نموذجي، تنتشر فيه الكثبان الرملية، وأشجار السنط الشائكة، والشجيرات الكثيفة.
عند الوصول إلى جبل البركل الضخم، المسكن المقدس لملوك نبتة القدماء، سيجد الزوار مخيمًا مجهزًا جيدًا وجاهزًا لتلبية جميع احتياجاتهم. المراكز مجهزة بالكامل، والمرشدون على دراية جيدة بآثار ومواقع أعظم حضارة تم العثور عليها في أفريقيا على الإطلاق.
تزخر المنطقة بالأهرامات والمدافن الملكية والمعابد والمساحات الخضراء لبساتين النخيل على طول نهر النيل.
وقد تستغرق الجولة أكثر من أسبوع بعد عبور صحراء النوبة الغربية لمسافة 150 كيلومتراً، وتستغرق الرحلة من خمس إلى ست ساعات بالسيارة بسبب الطرق الرملية. الوصول إلى النيل بعد الصحراء الحارقة والمشتعلة نعمة. تضم مدينة كرمة القديمة واحدة من أقدم الحضارات وأكثرها تميزًا في السودان وإفريقيا (2800 قبل الميلاد). لقد اكتشفت البعثات الأثرية الغربية مرارا وتكرارا أدلة على تفرد وعجائب حضارة كرمة. تتميز الأمفورا الموجودة بكميات كبيرة بنوعية جيدة وفروق فنية لا مثيل لها في العالم القديم.
وإلى الشمال توجد الآثار الأثرية: معبدي سوليب وسادنجا، على مسافة ليست بعيدة عن النيل.
وفي الصحراء الغربية المجاورة، وهي جزء من الصحراء الكبرى، يمكن بسهولة تنظيم جولات لمحبي الصحراء وسط الكثبان الرملية والواحات المتناثرة حيث توجد الغزلان والأرانب. يمكن للسياح تحديد مدة هذه الجولات.
ومن الجدير بالذكر أن معظم المواقع الأثرية تقع على طول طرق القوافل القديمة. في ذلك الوقت، كان السودان بمثابة مفترق طرق للحضارات الأفريقية والهيلينية والمصرية والمتوسطية. ومن هنا نشأت العديد من المدن السودانية الحيوية لاستيعاب تحركات ونشاط قوافل العبور.
ومن أبرز هذه المدن شندي وسواكن وبربر وكسلا ودنقلا ومليط وأم درمان. ويمكن زيارتها من خلال البرامج السياحية. تعتبر كسلا في شرق السودان مثالاً للمركز الحضري لقبائل البجا الشهيرة وشعب الرشايدة في شبه الجزيرة العربية. وتشتهر المدينة بأسواقها التقليدية القديمة ومشغولاتها وصناعاتها وأدواتها الفضية.
أما ميناء سواكن القديم فيعود تاريخه إلى زمن النبي سليمان.
وفي غرب السودان، على طول الحدود مع ليبيا، تقع مدينة مليط، التي تمثل نقطة انطلاق طريق الأربعين يومًا. ويربط هذا الطريق التاريخي الشهير غرب أفريقيا والشرق الأوسط عبر السودان. ورغم أن الطريق فقد هالته وأهميته القارية اليوم، إلا أنه لا يزال يستخدم من قبل بعض القبائل لرعي الإبل إلى أسواق مصر. علاوة على ذلك تعتبر مدينة مليط سوقا كبيرا للإبل ليس فقط للسودان وحده بل للدول الإفريقية المجاورة.